في إطار سلسلة "التأصيل الشرعي للديمقراطية وحقوق الإنسان"، قدم الأستاذ عبد الفتاح مورو محاضرة بعنوان "قيمة العمل في الإسلام"، يوم الثلاثاء 2 مارس 2021، بتسيير من الصحفي صلاح الدين الجورشي.
وبثت هذه المحاضرة مباشرة عبر تطبيقة زووم" والصفحة الرسمية للمركز، حيث تم تشريك الجمهور بطرح الأسئلة والنقاش.
واستهل الأستاذ عبد الفتاح مورو محاضرته بالإشارة إلى أنه يغيب على أذهان المسلمين في كثير من الأحيان قيمة العمل في التربية الإسلامية، في حين أن العمل عبادة في الدين الإسلامي.
وقال إن المثال لكل مسلم والهدف الأساسي الذي يجب أن يرتقي إليه هو التمثل بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والثابت أن جميع الأنبياء عليهم السلام كانوا أصحاب حرف ومهن مختلفة، من ذلك سيدنا آدم كان زرّاعا، وسيدنا إدريس كان خياطا وماهرا أيضا في متابعة الأفلاك، وسيدنا موسى كان راعيا، وسيدنا عيسى كان طبيبا، وخاتم المرسلين سيدنا محمد كان راعيا ثم تاجرا.
ولذلك، أشار مورو إلى أن الصفوة المختارة من خلق الله تعالى هم الأنبياء الذين اتخذوا لأنفسهم مهنا مارسوها، ولم يبقوا عالة على الناس. وكانت حياتهم تدلّ على أنهم انخرطوا في واقع جديد قائم على إرادة تغيير ما عليه هؤلاء الناس، وبالتالي فإن بعثة الأنبياء مقترنة بخطوة إلى الأمام لتحقيق المعنى الأساسي الذي أنزل الإنسان للأرض من أجله وهو خلافة الله تعالى، فهذا الإنسان دوره الأساسي هو عمارة الكون التي لا تكون إلا بأن يغني نفسه عن خلقه.
وأكد الأستاذ مورو في هذا الخصوص أن العمل بالمفهوم الإسلامي هو قيمة إنسانية أساسية، وأن ما يفرق الإنسان عن الحيوان هو السعي والكدّ والعمل الجاد، وتحدّي الصعاب في سبيله لإحداث ثروة من حوله، وبالتالي فإن للعمل دور مهم في بناء الحضارة الإنسانية.